رعى رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد، ندوة المائدة المستديرة الحوارية، التي نظمها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، و حملت عنوان "استشراف المستقبل وواقع اللجوء"، التي شارك فيها كل من وزير الصناعة والتجارة الأسبق العين الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي والعين والكاتب الصحفي جميل النمري و مدير عام هيئة الاستثمار الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور خالد الوزني وأستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور نظام بركات.
في بداية الندوة، رحبت مندوبة رئيس الجامعة، مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ريم الخاروف بالمشاركين الذين ساهموا بهذا الجهد البحثي الوطني الذي يستعرض مجموعة من الأسئلة المتعلقة بموضوع استشراف المستقبل وواقع اللجوء، بهدف الوصول إلى معالجات وحلول قائمة على الخبرة والتحليل والربط الدقيق بين واقع الحال والخطى باتجاه المستقبل.
كما وأكدت الخاروف على أن جامعة اليرموك تولي الجهد البحثي كل الاهتمام، كما وأنها من خلال مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، تحرص على تقديم جهد نوعي فيما يخص قضايا اللجوء من خلال جميع الأدوات الممكنة من مراكز بحثية وبرامج دراسات عليا ومشاريع تنموية حقيقية.
ولفتت إلى حرص "مركز اللاجئين" على العمل بجد واجتهاد لتحقيق هذه الرؤيا بما ينسجم مع الجهد الملكي للاهتمام بقضايا اللجوء ورعاية اللاجئين والعمل معهم لحماية وصناعة المستقبل ضمن المصلحة الوطنية العليا.
وخلال الندوة التي أدارها كل من رئيس قسم الدراسات والبحوث في المركز الدكتور طارق الناصر والباحثة في مجال التخطيط الاستراتيجي واللجوء الدكتورة فداء العبادي، أكد الهنداوي على أن النظرة باتجاه المستقبل يجب أن تكون شاملة وواضحة، وأن تتجاوز واقع الحال باتجاه مستقبل مبدع ومبتكر يساهم في حل المشكلات وتطوير القدرات وبناء الفرص الحقيقية لمواجهة كل السلبيات المرتبطة بالأزمات والقضايا الطارئة.
وشدد على أن تعامل المجتمع الدولي مع قضايا اللجوء يجب ان يراعي طبيعة المجتمعات المستضيفة، ويدعم الخطط الاستراتيجية للحكومات بحيث يحول اللاجئ من شخص معال إلى شخص فاعل ومساهم في الانتاج والتنمية.
ولفت الهنداوي إلى أننا أن نصنع نظاما فعالا للتعامل مع اللاجئين على المستوى الدولي والمحلي باعتبارهم يشكلون فرصا اقتصادية إيجابية يمكن الاستفادة منها والبناء عليها، وما الذي يمكن ان نفعله مع اللاجئين للدخول الى المستقبل بنجاح.
من جهته، أكد النمري على اهمية دور جامعة اليرموك من خلال مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، والجهود البحثية المختلفة من قبل الجامعة ومراكزها العلمية والبحثية في المساهمة و إيجاد حلول حقيقية تشمل قضايا مختلفة تخص اللجوء كملف تشغيل اللاجئين السوريين.
واثنى أيضا على جهود جامعة اليرموك ومن خلال "مركز اللاجئين" في توفيره إلى بيانات واحصائيات دقيقة وموضوعية تخص واقع مجتمعات اللجوء.
وشدد النمري على أنه يجب التعامل مع ابعاد قضايا اللجوء المختلفة وفق المنظور السياسي الأردني والجهد الدبلوماسي الكبير الذي يمثله الأردن على المستوى الدولي لحماية حقوق اللاجئين مع الحفاظ على المصالح الأردنية في المنطقة.
في المقابل، أكد الوزني على ضرورة وجود مؤسسات بحثية مستقلة كمركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك، بالإضافة لمجموعة من اللجان النوعية التي تضم خبراء ومختصين تعمل على تزويد صانع القرار المحلي والدولي ومساعدته على التعامل مع مثل هذه الأزمات المؤثرة على الاقتصاد والمجتمع.
وأشار إلى أن استشراف المستقبل يحتاج إلى مجموعة من المسرعات، مثل وضوح الرؤية والرسالة وتوفر قواعد البيانات وسلسلة الاجراءات الواضحة والشفافة والتشاركية مع الجهات ذات العلاقة.
ولفت الوزني إلى أنه ينبغي التعامل مع مفهوم التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بشكل أكثر جدية في ظل حركات اللجوء المختلفة، كما و يجب توقع الأزمات المستقبلية ودراسة مسبباتها لتجنب آثارها السليبة بدلا من ادارة الازمة بعد حصولها.
وعلى صعيد متصل، رأى بركات أننا بحاجة لرسم صورة للمستقبل الذي نريد بحيث نعظم انتاجية اللاجئ تجاه مجتمعه المستضيف، و لا بد من العمل مع اللاجئين بعيدا عن البعد الانساني فقط رغم أهميته.
وتابع: يجب تعزيز دور اللاجئين الانمائي والاقتصادي ودمجهم مع المجتمع المحلي ضمن الأطر الناظمة له مع الحفاظ على أمن الدولة وحقوقه كلاجئ وكرامته.
وأعتبر بركات أن تجربة الأردن مع اللاجئين السوريين، هي تجربة إيجابية قائمة على التوافق الثقافي والاجتماعي، وتعظيم الفائدة المشتركة بين المجتمع المستضيف واللاجئين.