مندوبا عن رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، رعى نائب الرئيس للشؤون الإدارية الدكتور أنيس الخصاونة فعاليات ندوة "وسائل التواصل الإجتماعي واثارها على المجتمع المحلي واللاجئين"، التي نظمها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك بالتعاون مع مديرية الأمن العام، و جامعة العلوم التطبيقية للخدمة العامة في بافاريا-المانيا، في فندق الإنتركونتيننتال - عمان.
وقال الخصاونة في كلمته الإفتتاحية أننا في جامعة اليرموك نؤمن أن الجامعات هي إحدى أهم أدوات التغيير في المجتمع وهي مصدر الإلهام والتجديد , وأن عليها أن تلعب دورا إيجابيا في تطوير مجتمعنا والمحافظة على موارده واستدامتها.
وأضاف لقد اهتمت جامعة اليرموك بموضوع وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيما يتعلق بقضايا المجتمع المحلي واللاجئين، بمختلف أبعادها، لاعتقادها بالعلاقة الوثيقة بين دورها في المشاركة المتمثلة بشكل التطور العلمي والتقني المتعلق بتكنولوجيا الاتصالات والتواصل، والتغيرات التي تطرأ على واقعنا المجتمعي.
وأضاف الخصاونة لقد حدث في العقدين الأخيرين ثورة علمية حقيقية وهائلة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي أدت إلى تغييرات اجتماعية كبيرة وعميقة على كافة الصُّعُد، وهي تغييرات لا يمكن وصفها وصفًا عامًا بأنها تغييرات إيجابية أو سلبية، ومن هنا تأتي أهمية هذة الندوة، للاستفادة من إيجابياتها وتجاوز سلبياتها.
وقال مدير مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، الدكتور أنس الصبح، أنه واستنادا لمقال جلالة الملك “منصّات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟”، فقد تواصلت جهود جامعة اليرموك من خلال المركز لتعزيز وحماية اللاجئين وأفراد المجتمع المضيف، وذلك بالارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن واللاجئ، والإهتمام بحمايته، وعليه نسعى و بالتعاون مع منظمات ومؤسسات وجمعيات المجتمع المحلي للسمو لتحقيق النقلة المرجوة في مجال تعزيز حماية الإنسان وتفعيل آليات رعاية حقوقه .
وأضاف مع التطور الهائل للمعدات الالكترونية ونقل البيانات، أصبح الاردن يعيش عصر المعلومات، وهو ما أدركه اللاجئون السوريون في الأردن، منذ بدء تدفقهم عام 2011، حيث بدأ مجتمع خاص بهم يتشكل عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي داخل المخيمات وخارجها.
وتابع لقد ساهمت هذه المواقع بلعب دور هام في نقل أخبار اللاجئين السوريين في دول اللجوء، واقتراح الحلول لمشاكلهم، ما دفع غالبيتهم إلى متابعة هذه المواقع، أملاً منهم بتحسين ظروفهم المعيشية.
وأكد عميد كلية الإعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات ان الإعلام الأردني التقليدي وحتى الإفتراضي عكس مفاهيم وقيم الدولة الأردنية والشعب الأردني في التعامل مع اللاجئين بطريقة انسانية ولم يسجل أي تجاوزات في هذا الصدد.
وشدد على أن التجربة الأردنية تعتبر من اقدم واعرق التجارب فيما يخص اللجوء، مبينا ان الإعلام الأردني كان يعكس الصورة الحضارية في التعامل مع اللاجئين، من خلال تعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر، ولم يكن في يوم من الأيام معززا للعدائية أو الهجومية ضد اللاجئين، بل كان يشعرهم بأنهم جزء من هذا المجتمع ونسيجه، فالإعلام الإردني كان انعكاسا للتوجيهات الملكية السامية وقيم المجتمع الأردني وثوابت الدولة الأردنية في هذا المجال .
وأشار الدكتور محمد الربابعة من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك، إلى السلبيات التي انعكست على الفضاء الافتراضي، بحيث بات وسيلة سهلة بيد أصحاب الفكر المتطرف والمنحرف؛ فوظفوا الإعلام الجديد بما له من مزايا وإمكانات تتعدى الحدود الزمانية والمكانية، في الوصول إلى الأفراد والانفراد بهم.
وتابع ان الوسائط المتعددة التي وفرها هذا الفضاء الإلكتروني مكنهم من نشر ما يشاءون من أفكار نصية أو مصورة أو فيديوهات، فسهل الإعلام على أرباب هذا الفكر نشر أفكارهم ورسائلهم التي تمكنوا من خلالها اختطاف كثير من الشباب وتجنيدهم معهم، حتى أصبح يشكّل خطرًا على وعي الأفراد وفكرهم وعقيدتهم وقيمهم وسلوكاتهم، وجعلهم عرضة للاستلاب الفكري أو الاستهداف والاختطاف التي باتت تصطاد شباب أمتنا وتهدد مجتمعاتنا وتقضّ مضاجع الآمنين من العالمين.
وعرض الدكتور خير ذيابات من قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في ورقته التي حملت عنوان وسائل التواصل الاجتماعي بين التنظيمات الارهابية وارهاب الذئاب المنفردة، كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في النشاطات الإرهابية لدى التنظيمات الإرهابية والذئاب المنفردة من حيث التواصل والإرهاب الإلكتروني وتجنيد الإرهابيين وتمويلهم والتخطيط لعملياتهم.
كما وعرض ذيابات كيفية تحول الأشخاص العاديين لذئاب منفردة محتملة، مقدما توصيات مهمة لمكافحة هذه الظاهرة من خلال تظافر الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من مساوئ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت الدكتور محمد المعابره من كلية القانون في جامعة اليرموك، إلى موضوع الجرائم الالكترونية بشكل عام والجرائم ذات الصلة بالتطرف، حيث تناول جريمة التجنيد في التشريعات الجزائية الاردنية، وما يترتب عليها من عقوبات نظرا لما تمثله من خطر يهدد كيان المجتمع و الدولة.
و استعرض المعابرة الافعال الجرمية الشائعة وقوعها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كجرائم الذم والقدح والتحقير وانتهاك خصوصية وحريات الآخرين وذلك من منظور القانون الاردني والمقارن.