شاركت مديرة مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك الدكتورة ريم الخاروف في ورشة العمل المغلقة للخبراء حول العلاقة بين الاردن وسوريا بعنوان "نهج الأردن تجاه سوريا- الاهتمامات وخيارات السياسة"، والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ومكتب مؤسسة كونراد أديناور في عمان.
وشاركت الخاروف في جلسة عقدت ضمن فعاليات الورشة بعنوان "اللاجئون – الاندماج أم إعادة التوطين أم العودة؟"، تحدثت خلالها عن استقبال الأردن للاجئين السوريين مع بداية الأزمة السورية، لافتة إلى أنه وحسب مصادر الحكومة الأردنية فإن 1.3 مليون لاجئ سوري يقيمون بالأردن، 656 الف منهم مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يقيم 83.3% منهم في مناطق حضرية خارج المخيمات، بينما يقيم 16.7% في مخيمات “الأزرق”، والزعتري”، والمخيم “الأردني- الإماراتي.
واستعرضت خلال الجلسة ورقة سياسات أعدها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في الجامعة حول السيناريوهات المطروحة حول الحلول المتعلقة بملف اللاجئين السوريين في الأردن، موضحة أن السيناريو الأول المحتمل هو توطين اللاجئين السوريين في الأردن، وهو سيناريو غير مطروح من قبل الحكومة الأردنية.
ولفتت إلى أن السيناريو الثاني هو الإدماج الاقتصادي لللاجئين في المجتمع الأردني، سيما وأن الأردن وفر فرص عمل للاجئين في عدد من القطاعات الاقتصادية، والزراعية، والتجارية، وقطاع الانشاءات، والصناعة والحرف، حيث تم في عام 2021 إصدار 62 ألف تصريح عمل للسوريين، وذلك وفقاً للأرقام التي نشرتها الحكومة والمفوضية، وهو أعلى رقم سنوي منذ استحداث تصاريح العمل للاجئين السوريين، مشيرة إلى أن هذا السيناريو يتضمن عددا من المزايا تتلخص في استثمار اللاجئين كفرصة وكايدي عاملة ماهرة، والتخفيف من حدة الفقر والبطالة لديهم، وإنعاش الاقتصاد الأردني بفعل الاستثمارات التي قد يضخها اللاجئين السوريين من أصحاب رؤوس المال، بالإضافة إلى المساهمة في رفع كفايات المهنين الأردنيين الشباب خاصة في الحرف التي يتقنها اللاجئين السوريين، مما يقلل من البطالة لدى الأردنيين وترفع مستوى المنافسة لديهم في الأسواق الخارجية للحصول على فرص عمل مهنية.
وبينت الخاروف أن السيناريو الثالث المطروح هو العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلدهم من خلال توفير العودة الآمنة والحفاظ على الحياة الكريمة لهم، حيث يتضمن هذا السيناريو عدة مزايا تتلخص في لم شمل اللاجئين مع عائلاتهم، وتمكينهم من المساهمة في إعادة اعمار سوريا من ابنائها العائدين، وإنعاش الاقتصاد السوري من قبل أصحاب رؤوس الأموال والمصانع، بالإضافة الى توجيه المساعدات الدولية تجاه إعادة اعمار سوريا بدلا من المساعدات الإنسانية للاجئين في البلدان المضيفة.