مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى الدكتور زياد زريقات مساعد رئيس الجامعة افتتاح وحدة معالجة صعوبات التعلم، وحفل استعراض إنجاز المراحل الثلاثة الأولى لمشروع "تصميم برامج تعويضية لصعوبات التعلم للطلبة السوريين"، الذي ينفذه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وبنك التنمية الإسلامي، وصندوق تضامن الإسلامي، وجمعية التميز الإنساني، بحضور ممثل سفير دولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية الملحق الدبلوماسي بالسفارة عبدالله الخشاب.
وأكد زريقات أن جامعة اليرموك ومنذ نشأتها دأبت على الانخراط بكافة الانشطة والمشاريع التي من شأنها خدمة المجتمع الأردني والعربي انسجاما مع رؤيتها وخطتها الاستراتيجية الداعية الى تعزيز الشراكات البحثية وتوطيد العلاقات مع المؤسسات والهيئات والمراكز البحثية في المنطقة والاقليم والعالم.
وقال: نحن في جامعة اليرموك ومن خلال مختلف وحدات الجامعة ومراكزها العلمية وما تقوم به من مشاريع بحثية تسعى بالدرجة الأولى إلى النهوض بالمجتمع وتحسين الخدمات المقدمة إلى أبنائه، وانسجاما مع رؤيتنا للانفتاح على العالم نؤمن بضرورة إيلاء تطوير المنظومة التعليمية على المستوى المحلي والعربي منذ المراحل الأساسية الأولى أولوية قصوى، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم نتيجة للأزمات وموجات اللجوء التي أثرت بشكل ملحوظ على نوعية التعليم الأساسي وعلى جودة الخدمات المقدمة لأبنائنا الطلبة.
وتابع زريقات: إنه ومن هذا المنطلق سعت جامعة اليرموك الى احتضان هذا المشروع الإنساني الكبير الذي بدأت نتائجه الايجابية بالتحقق على أرض الواقع بدءا من عملية التشخيص لصعوبات التعلم للطلبة السوريين في المراحل الأساسية، مرورا ببناء الأدوات اللازمة لمعالجتها، وبناء قدرات المعلمين والمعلمات لتطبيق كافة الاستراتيجيات للتخفيف من صعوبات التعلم لدى الطلبة السوريين في مدارس وزارة التربية والتعليم سواء داخل مخيمات اللجوء السوري او خارجها وصولا الى انشاء وحدة صعوبات التعلم في مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك، وانشاء غرفة المعالجة النفسية والاجتماعية كوحدتين مركزيتين في الجامعة، مؤكدا حرص اليرموك نؤكد استدامة عمل هاتين الوحدتين لدعم أبنائنا الطلبة من ذوي الصعوبات والتحديات الاكاديمية والنمائية والنفسية والاجتماعية.
المهندس بدر صميط مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ألقى كلمة قال فيها إن أحد أبرز المشاريع التعليمية النوعية في السنوات الأخيرة، هو "مشروع تصميم برامج علاجية لصعوبات التعلم لدى اللاجئين والنازحين السوريين"، الذي شارك في تصميمه وتنفيذه 38 فريقًا أكاديمياً وفنيًّا، تضم 164 أكاديميًا وخبيرًا من منتسبي الجامعات الكويتية والأردنية والمصرية واللبنانية، عملوا على وضع حلول مستدامة لنحو 15 ألف طالبٍ وطالبة، وأكثرُ من 2000 معلمٍ ومعلمة، وبخطى حثيثة مضت فرق العمل في صياغة هذا المشروع، وبدأت في وضع أسسه وقواعده في منتصف عام 2021، ورسمت له مخططًا منهجيًا لإنجاز جميع مراحله في مدة ثلاث سنوات، تنتهي في منتصف العام المقبل.
وأضاف أن المشروع يسعى إلى معالجة الفاقد التعليمي الناتج عن ظروف اللجوء والنزوح أو الأزمات الطارئة، عبر بناء برامج تعويضية وإنتاج مواد تعليمية ومناهج دراسية لمعالجة مشكلات الطلبة، والحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وتأهيل المعلمين، ودعم المؤسسات التعليمية في حالات الطوارئ، مضيفا أن المشروع هو الأول من نوعه الذي يرتكز على خريطة تفصيلية واضحة المنهجية لتشخيص صعوبات التعلم وعلاجها بجميع الموضوعات الدراسية في أوساط تجمعات المهجّرين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا وغيرها.
مدير المشروع الدكتور شاكر العدوان استعرض مراحل عمل تنفيذ المشروع الثلاث الأولى، موضحا أن المرحلة الاولى للمشروع "التشخيص" بدأ العمل بها من خلال اجراء مسح مكتبي شامل تضمن مراجعة أكثر من 100 دراسة علمية لتشخيص صعوبات التعلم نظريا، وتطبيق اختبارات تشخيصية للطلبة شملت اكثر من 1000 طالب في 20 مدرسة داخل مخيمات اللاجئين السوريين في المفرق والازرق ومدارس قصبة اربد، واجراء 100 مقابلة مع المعلمين والمعلمات للتعرف على صعوبات التعلم التي تواجه الطلبة السوريين في الصفوف الستة الأولى، انتهاء بتوزيع 500 استبانة على المعلمين والمعلمات لمعرفة صعوبات التعلم للطلبة السوريين في الصفوف الستة الأولى.
كما تم خلال المرحلة الثانية "البناء والتأليف" حصر كافة صعوبات التعلم التي تواجه الطلبة السوريين في مناهج اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والاجتماعيات، جنبا إلى جنب بحصر الصعوبات النفسية والاجتماعية التي تواجه الطلبة السوريين، وبناء عليها تم تأليف ادلة معالجة صعوبات التعلم، وتحكيمها بمشاركة أساتذة كلية التربية بجامعة اليرموك من ذوي الخبرة والاختصاص والمهنية العالية لتقديم تغذية راجعة لرفع جودة الأدلة، وفي نهاية المرحلة تم عرض هذه الأدلة على المعلمين والمعلمات لتقديم ملاحظاتهم للتعرف على مدى استيعابها من قبلهم.
وبين العدوان أن المرحلة الثالثة "التدريب" تضمنت تشكيل فريق من المدربين والميسرين والمنسقين من قادة فرق المشروع وأعضاء الفرق لتقديم خدمات التدريب، حيث تم تدريب 300 معلم ومعلمة يعملون في مدارس مخيمات اللاجئين السوريين ومدارس الفترة المسائية للسوريين، مؤكدا حرص القائمين على المشروع على استمراريته واستدامته ليحقق الأهداف المرجوة منه.
المدير الفني للمشروع الدكتور علي الجمل بين أن هذا المشروع يعتبر مشروع تربوي عربي، يتصدى لمشكلة تعليمية تواجه وزارات التربية والتعليم بصفة عامة وتعليم اللاجئين بصفة خاصة (الضعف التعليمي، الفاقد التعليمي، التسرب، المشكلات النفسية والاجتماعية).
وبين الجمل أن الوضع الحالي لتعليم اللاجئين في دول "لبنان، الأردن، تركيا (الداخل السوري)" قائم على منهجية علمية غير مستخدمة كثيرا في مشروعات تعليم اللاجئين وتمثلت في استخدام أدوات علمية بتنفيذ 33 اختيار، و14 استبيان، ومقياس دعم نفسي واجتماعي، واستبيان تأمل ذاتي، بالإضافة إلى تحليل 1200 دراسة إقليمية ودولية لصعوبات التعلم بالمواد الدراسية المختلفة، وتطبيق الأدوات العلمية على 1085 معلماً، و11540 طالباً، حيث كانت النتائج أن %75 في الدول الثلاث يعانون من صعوبات تعلم في المواد الدراسية.
مندوب البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أشرف خدام ألقى كلمة أكد فيها على أنه وانطلاقاً من رؤية البنكِ في تمكين الشعوب من أجل مستقبل مستدام، ودفع عجلة التنمية لتحسين حياتهم وإحداثِ الأثر، شاركَ البنك في دعم وتمويل الكثير من المشاريع التعليمية لسد تلك الثغرات وتعزيز التميز العلمي في صورة برامج للتعليم والتدريب والمهارات، حيث قدم البنك دعماً لأكثر من 13000 طالب بتمويل بلغ 133.7 مليون دولار أمريكي، مما كان له الأثر في تخريج ما يقارب من %90 منهم وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية والانخراط في مؤسساتهم المحلية.
وبين خدام أنه وفي العام 2018 أطلق البنك الإسلامي للتنمية برنامجا بقيمة 16 مليون دولار أمريكي لدعم تعليم وتدريب اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة بالتعاون مع العديد من الشركاء، حيث قام البنك وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية وبالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية وجمعية التميز الإنساني بدولة الكويت بتنفيذ مشروع بناء برامج تعويضيةً لمعالجة صعوبات التعلم لدى مناهج اللاجئين السوريين ب "لبنان والأردن والشمال السوري".
من جانبه ألقى مندوب صندوق التضامن الإسلامي للتنمية محمد الجوابرة كلمة قال فيها أن صندوق التضامن يعتبر ذراع محاربة الفقر لدى البنك الإسلامي للتنمية، وهو صندوق وقفي مستدام الأثر يعمل على أساس استثمار المساهمات المقدمة لرأس ماله من الدول الأعضاء والبنك الإسلامي للتنمية في أدوات استثمار متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بهدف تحقيق عوائد يتم استخدامها في دعم برامج ومشاريع محاربة الفقر المختلفة في مختلف القطاعات.
ولفت أن صندوق التضامن الإسلامي للتنمية يرى أن الفقر، كظاهرة متعددة الابعاد، والتي لا تقتصر على الجانب المالي لمستوى دخل الفرد اليومي، وانما تتعداه الى قدرة الفرد في الوصول الى خدمات الصحة الأساسية، والتعليم الأساسي، بالإضافة الى توفر مياه صالحة للشرب، وشبكات صرف صحي تقي الافراد العديد من الأمراض والاوبئة، الى جانب القدرة على الاندماج في أنشطة مدرة للدخل من خلال برامج ومشاريع التمكين الاقتصادي المختلفة.
وأشار إلى أن الصندوق يركز في نشاطه على دعم برامج ومشاريع بناء راس المال البشري من خلال تطوير القدرات للأفراد والمؤسسات بواسطة برامج التعليم والتدريب والصحة، الى جانب برامج التمكين الاقتصادي وخلق فرص العمل وتقوية البنى التحتية للمجتمعات ودعم أنظمة الصمود والمنعة لديها، مبينا أن التعليم يعد أحد الوسائل الفعالة في بناء رأس المال البشري للتخفيف من حدة الفقر، لذلك عمل صندوق التضامن على دعم عدة برامج ومشاريع في قطاع التعليم، حيث تمثل مشاريع التعليم ما نسبته 20% من اجمال موافقات الصندوق منذ التأسيس.
عضو جمعية التميز الإنساني حامد الرفاعي ألقى كلمة استعرض فيها نشأة الجمعية وإيمانها العميق بأن العمل الخيري يعد رافدا أساسيا من روافد المجتمع يجب إرساء قيمه لدى أفراد المجتمع وتأهيليهم للقيام برسالتهم في إعمار الأرض وغرس وتنمية حب العمل التطوعي والإنساني.
واستعرض الرفاعي المشاريع التي تنفذها الجمعية في هذا المجال، لافتا إلى أن هذا المشروع يعكس دور الجمعية في إغاثة الإنسان وخاصة فئة الأطفال، وانطلاقا من أهمية العلم واعتباره الأساس في بناء الأمم وتطورها، معربا عن شكره لجميع الجهات المشاركة في هذا المشروع من داعمين ومنفذين.
وعقب فعاليات حفل، افتتح زريقات "وحدة معالجة صعوبات التعلم" في مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك.
وكان رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد قد أكد خلال لقائه في مكتبه ممثلي الجهات الداعمة والشريكة في تنفيذ المشروع على أن جامعة اليرموك من الجامعات الرائدة على مستوى المنطقة في إجراء الدراسات والمشاريع الدولية التي تُعنى بقضايا اللاجئين، وتوفير الخدمات التعليمية للطلبة، حيث أن اليرموك أول جامعة أردنية وقعت مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تهدف إلى تسهيل وصول الطلبة اللاجئين إلى التعليم العالي، بحيث يتم معاملة الطلبة اللاجئين المقبولين في الجامعة والمسجلين رسميا في المفوضية معاملة الطالب الأردني من حيث الرسوم.
وأضاف ان هذا المشروع يأتي ضمن مساهمة جامعة اليرموك ودورها في تطوير المنظومة التعليمية، وتسهيل الخدمات التعليمية المقدمة للاجئين والأردنيين على حد سواء، لاسيما وأن قطاع التعليم، يعد بمثابة حجر الأساس لتصويب واقع المهارات والاحتياجات من الموارد البشرية، لافتا إلى ان اهمية هذا المشروع تُبرز الدور الذي اعتادت جامعة اليرموك على أدائه لخدمة مجتمع محافظة اربد ووطننا الأردن بشكل عام، وترجمة الرؤى الملكية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في النهوض بالأردن وتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي والارتقاء بنوعية الحياة لجميع المواطنين الأردنيين واللاجئين القاطنين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية وتأهيلهم وتمكينهم من تجاوز التحديات والصعوبات التي مروا بها نتيجة الأزمات السياسية في بلادهم، ودعمهم ليكونوا أفراد فاعلين في المجتمعات المستضيفة لهم.