ناقش المشاركون في المؤتمر الدولي الخامس "اللاجئون في الأردن: رؤية نحو المستقبل"، الذي نظمته جامعة اليرموك على مدار يومين، بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية، عددا من المحاور المتصلة بقضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية.
وتضمنت الجلسة الرئيسية للمؤتمر الذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية وكرسي الالكسو للجوء والنزوح والهجرة القسرية، وترأسها وزير الثقافة والشباب السابق الدكتور محمد أبو رمان، مناقشة عددا من الأوراق التي قدمها خبراء ومختصين في قضايا اللجوء.
فقد قدم نائب رئيس الوزراء الأسبق للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور جواد العناني ورقة بعنوان "الحقوق المستحقة للدولة الأردنية مقابل استضافة اللاجئين الفلسطينيين"، فيما قدم وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران ورقة بعنوان "الكرامة الإنسانية واللجوء"، فيما قدمت المديرة السابقة لمركز دراسات اللاجئين في جامعة أوكسفورد البريطانية الدكتورة دون شاتي ورقة بعنوان "النازحون السوريون والاتفاق العالمي بشأن اللاجئين: تأملات في الفجوة في فهم الهجرة القسرية بين الباحثين والممارسين".
كما وقدم المدير العام للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية الدكتورة ستناي شامي ورقة بعنوان "دراسات اللاجئين كمجال أكاديمي: نظرة طويلة المدى"، فيما قدم مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية السابق المهندس ياسين أبو عواد ورقة بعنوان" اللاجئون الفلسطينيون: آفاق المستقبل".
كما وعرض رئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي لـ "دور بلدية إربد في إدماج اللاجئين"، كما وتضمنت الجلسة مناقشة موضوعات "برنامج Orange المعرفي في الأردن وفرص المستقبل" قدمه المدير الإقليمي لبرنامج OKP الدكتورة ريم الخضر، فيما قدمت ممثلة المنظمة الهولندية للتعاون الدولي في الأردن لارا نصار ورقة بعنوان "تحديات وعوامل نجاح تنمية وتطوير مهارات اللاجئين السوريين في الأردن"، فيما قدم مدير عام جمعية العون الطبي الدولية الدكتور يعرب العجلوني ورقة حول" مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن...سيناريوهات".
كما وتضمنت فعاليات اليوم الأول أيضا جلستي عمل، ناقشت الأولى محور "التنمية المستدامة: التحديات والفرص"، فيما ناقشت الجلسة الثانية محور "الكرامة الإنسانية: تمكين المرأة والطفل".
كما وشهدت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر عقد ست جلسات عمل ترأس اثنين منهما كل من وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأسبق الدكتور يوسف منصور، ناقشت عددا من المحاور كـ "الآثار النفسية والاجتماعية للجوء"، و"السياسة والإعلام"، و"البعد القانوني وحقوق اللاجئين"، و"البيئة والتكنولوجيا: استشراف المستقبل"، و"الصحة النفسية والأساليب العلاجية"، و"التمكين الاقتصادي للاجئين".
وخلال جلسات اليوم الثاني جرى مناقشة عددا من الأوراق العلمية منها، الهجرة والشتات من منظور إسلامي وقانوني الأسباب والحلول، قدمها كل من الدكتور مثنى شهاب والدكتور فاضل حسين من جامعة ديالى العراقية.
فيما قدم كل من الدكتور حجازي الدعاجنة والدكتور حسان القدومي من جامعة الخليل الفلسطينية، ورقة حملت عنوان التحليل المكاني لمشكلة تلوث المياه بمخيم الفوار – الخليل، فيما قدمت الدكتورة فاتن مهيدات وأسيل السرحان من الجامعة الهاشمية ورقة بعنوان "أثر برنامج إرشاد جمعي في خفض الاكتئاب وتحسين تقدير الذات لدى عينة من اللاجئات السوريات في المفرق، في حين قدم الدكتور رياض ياسين والأستاذ محمود جاد الله من جامعة اليرموك ورقة بعنوان "تحديات عودة اللاجئين السوريين لبلادهم".
كما واشتمل المؤتمر على برنامج وورش تدريبية لعدد من الطلبة والمجتمع المحلي تناولت عددا من العناوين كالإطار الوطني والدولي لحماية اللاجئين ودور وزارة التربية والتعليم في تدريس الطلبة السوريين ومنصة المعرفة الإلكترونية للصحة الانجابية للشباب.
كما وعقد على هامش المؤتمر مسابقة للأفلام الوثائقية والدرامية والتوعوية، تناولت قضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية، جرى تحكيمها من قبل مجموعة من الفنانين الأردنيين وأكاديميين من مختلف الجامعات الأردنية والهيئة الملكية للأفلام.
واسفرت نتائج المسابقة عن فوز كل من أحمد غرايبة عن فلم "بالدماء نسقي الأمل"، وفي المركز الثاني معاوية العمري عن فلم "بيلا"، فيما فاز بالمركز الثالث محمد العزب عن فلم "هاي قصتي".
يذكر أن هذا المؤتمر رعاه سمو الأمير الحسن بن طلال، وافتتحته مندوبا عن سموه، وزيرة التنمية الاجتماعية الأسبق هالة بسيسو لطوف.
مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال، افتتحت وزيرة التنمية الاجتماعية الأسبق هالة بسيسو لطوف، اليوم الأربعاء في جامعة اليرموك، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس "اللاجئون في الأردن: رؤية نحو المستقبل"، والذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية وكرسي الالكسو للجوء والنزوح والهجرة القسرية في جامعة اليرموك بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية الألمانية، والذي يستمر ليومين.
وأكد سمو الأمير، في كلمة له القتها مندوبة سموه، أن مركز الدراسات المعني باللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك تم تأسيسه ليكون مركزاً للبحث وصنع السياسات المبنية على صون كرامة الإنسان كمبدأ رئيسي لجميع السياسات.
ولفت سموه إلى ضرورة أن ترتكز الأبحاث والسياسات المعنية باللجوء والنزوح على قاعدة بيانات معرفية لتحديد احتياجات اللاجئين، والنظر إلى الزكاة كمصدر للتمويل القائم على التنمية والتقارب.
وأشار سموه إلى أن تمكين اللاجئين والنازحين يكمن من خلال تفعيل دور المجتمعات المُضيفة وتطوير مركز إقليمي لتبادل المعارف والخبرات والبيانات القائمة على الأدلة العلمية.
ونوه سموه إلى أهمية وضع استراتيجيات مختصة بالدعم والصحة النفسية لزيادة الوعي وتعزيز الكرامة الإنسانية.
وشدد سموه على أهمية تحديد الأوليات من خلال معرفة مواطن الحاجة لدى اللاجئين بالاعتماد على فهرس الحرمان المتعدد، الذي يعتمد على مجالات الصحة والتعليم ومستويات المعيشة المندرجة تحت رابطة المياه والطاقة والغذاء والمحيط البيئي.
من جانبه أعرب رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد في كلمة القاها في الافتتاح عن اعتزاز جامعة اليرموك بمُتابعة واهتمام سمو الأمير الحَسن بن طلال لمُجريات هذا المؤتمر الذي يشكل فُرصة ثمينة لتبادل العِلم والمعرفة والخِبرة.
وأوضح أن الجامعة ومن خلال فعاليات هذا المؤتمر تسعى إلى تسليطِ الضوء واستشراف المُستقبل أمام الأردن الذي تحمّل منذ مائة عامٍ تبعات موجات اللجوء والهجرة التي اتخذت طريقها الى الأردن، فوجدت المأوى والَملجأ الآمن، سيما وأن المشرقُ العربيُ وخلال العُقود الثلاثة الماضية كان الأكثر تأثُراً بمُشكلات اللجوء وانعكاسات الأزمات الاقتصادية، التي أثّرت بصورة كبيرة ومُباشرة على الأردن بوصفِه البَلد الثاني عالمياً من حيثُ استضافة اللاجئين وأعدادهم مُقارنةً بعددِ سُكانه الأصليين.
وأشار إلى أن الجامعة ومن خلال جهود مركز دراسات اللاجئين والنازحين عملت على تعزيز الشراكات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية بهدف تعزيز الخبرات والمُساهمة في بِناء القُدرات، وتزويد صناع القرار بدراسات وأوراق سياسات من أجل اتخاذ القرارات التي تراعي مصلحة الاردن والمواطن واللاجئين في الوقت ذاته.
بدورها أشارت مديرة مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ريم الخاروف إلى الخطوات التي قام بها المركز لتنظيم آليات العمل فيه المتعلقة بمختلف قضايا اللاجئين بدءا من إعداد خطة استراتيجية متوسطة المدى مضبوطة ومرتبطة بمؤشرات أداء قابلة للقياس، وعقد خلوة ضمت جميع المعنيين من القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية المهتمة بقضايا اللجوء والهجرة التي كانت ثمرتها تحديد الأولويات البحثية الوطنية لقضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية، بالإضافة تنظيم عدة جلسات متخصصة بهدف زيادة نسبة التحاق اللاجئين في برامج التعليم العالي.
وأكدت الخاروف ضرورة أن تكون النظرة باتجاه المستقبل شاملة وواضحة، وأن تتجاوز واقع الحال باتجاه مستقبل مبدع ومبتكر يسهم في حل المشكلات، وتطوير القدرات، وبناء الفرص الحقيقية لمواجهة كل السلبيات المرتبطة بالأزمات والقضايا الطارئة.
من جانبه أشار المدير الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية الألمانية يورغ دينرت إلى أن الأردن يحتضن عددا كبيرا من اللاجئين مقارنة بعدد سكانها، وأن المجتمع الاردني مجتمعا فتيا، واستضافة اللاجئين يشكل تحديات كبيرة في مختلف المجالات وخاصة في مجال العمل.
وشدد دينرت على أن المؤسسة تحرص على تعميق الشراكة مع جامعة اليرموك من أجل تنفيذ المشاريع في مجال ادماج اللاجئين في المجتمعات المضيفة ومساعدتهم، ومنحهم التعليم وتمكينهم في مختلف المجالات بحيث يتم تحويل تحديات اللجوء إلى فرص وتمكين اللاجئين من القيام بدورهم في خدمة المجتمعات المضيفة وتقديم خدمات متميزة لأبناء المجتمع.
وضمن فعاليات المؤتمر افتتحت لطوف معرض رسم يحاكي قصص ومعاناة اللاجئين وظروفهم، لمجموعة من الفنانين اللاجئين من مخيم الزعتري، ومجموعة من الطلبة ذوي الإعاقة البصرية المدموجين في مدارس الأسقفية العربية في اربد بإشراف الفنان التشكيلي سهيل بقاعين والفنانة دعاء طلافحة.
كما تم افتتاح مختبر تعليمي اديو بوكس Edu Box وهو نتاج شراكة بين جامعتي اليرموك و توينتي الهولندية بهدف مساعدة الطلاب اللاجئين والاردنيين على حد سواء في إنشاء مشاريعهم الابداعية والمتميزة من خلال توفير المساحة اللازمة والانترنت والاجهزة اللوحية الذكية وتوفير بيئة داعمة للأبداع وتحفيز الابتكار في مختلف المجالات.
يعقد مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك، ووفق خطته الاستراتيجية متوسطة المدى للأعوام 2022-2024، برنامجا تدريبيا على مدار شهرين لكادر المركز حول التطوير الإداري ضمن مشروع LSFR"" الذي تتولى الدكتورة آيات نشوان إدارته، فيما تموله وكالة NUFFIC" "الهولندية.
ويأتي هذا التدريب بحسب مديرة المركز الدكتورة ريم الخاروف، لرفع كفايات ومهارات موظفي المركز، وإعداد هيكل تنظيمي معتمد على المهام ومنسجما مع مجالات عمل المركز وتطويرها في ظل المستجدات على الساحتين العربية والإقليمية حول قضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية.
وأضافت أن هذا التطوير يأتي في ظل ما حصل من تعديلات على نطاق عمل المركز ليشمل بحوث السياسات واستطلاعات الرأي المستقبلية، وتنفيذ المشاريع التنموية، ورفع قدرات اللاجئين والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى نشر الوعي بقضايا اللاجئين.
وأشارت الخاروف إلى أنه سينبثق عن هذا التدريب إعداد "وصف" وظيفي منسجم مع الهيكل التنظيمي الجديد للمركز، إلى جانب خطة تنمية مهنية لشاغلي الوظائف وفقا لذلك الوصف الجديد، الأمر الذي سينعكس ايجابا على المساهمة في تحقيق أهداف وتطلعات المركز بمهنية واقتدار.
نظم مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ورشة تدريبية بعنوان "اللاجئون في القانون الدولي وآليات جمع البيانات حول قضايا اللاجئين"، بمشاركة الاستاذ كمال مشرقي من قسم التطوير وبناء القدرات، والاستاذ فراس ملكاوي من قسم الحماية من المخاطر والاستجابة، والاستاذة دينا ناصر من قسم الاعتراف وتحديد صفة اللجوء في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واستمرت لمدة يومين.
وتم خلال الورشة التي حضرها كادر مركز اللاجئين والنازحين، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية المنتسبين للشبكة البحثية في المركز، مناقشة مجموعة من المحاور حول الإطار الدولي والوطني لحماية اللاجئين، ومبادئ الحماية وإجراءات عدم الإعادة القسرية، وحماية البيانات والمصادر وأهميتها في التعامل مع اللاجئين، وتقييم المصادر والبيانات وأثرها في حماية اللاجئين.
مديرة المركز الدكتورة ريم الخاروف أشارت إلى انعقاد هذه الورشة جاء ضمن الشراكة الاستراتيجية ما بين المركز والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تهدف إلى تعريف العاملين في المركز والباحثين والمهتمين في قضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية بكيفية التعامل مع اللاجئين وآليات جمع البيانات، والإطار القانوني المتعلق بقضايا اللجوء، تمهيدا لإجراء دراسات علمية مستقبلية.
وأكدت على استمرارية هذا النوع من التدريبات بدعم فني وتقني من المفوضية باعتبارها بيت اختصاص وخبرة في التعامل مع اللاجئين ومختلف قضاياهم.
حصل مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك على تمويل لمشروع بناء قدرات بعنوان " Tailor-Made Group Training (TMT) بقيمة 75 ألف يورو، وذلك من وزارة الخارجية الهولندية، ومؤسسة NUFFIC الهولندية، ولمدة سنة واحدة.
وأوضحت مديرة المركز الدكتورة ريم الخاروف أن المشروع يهدف إلى رفع كفايات كادر المركز وعدد من الباحثين في الجامعة في موضوعات تتعلق بالأبحاث الخاصة باللاجئين والمستضعفين وتمكين المرأة، ونشرها في مجلات علمية ذات معاملات تأثير عالي، بالإضافة لتدريب إعداد المدربين TOT.
وأكدت الخاروف أن موضوعات التدريبات تتضمن منهجية البحث النوعي (QRM)، وجمع البيانات النوعية وادارتها وتحليلها واعداد التقارير، وكتابة اوراق السياسات، وإطار عمل المتابعة والتقييم، والجمع بين الأساليب النوعية والكمية، وتقنيات التنبؤ النوعية / النمذجة، ومهارات تحليل الموقف.
وأضافت أن المركز حصل على المركز الأول على مستوى الطلبات التي قدمت لكل من المكتب الإقليمي لمؤسسة NUFFIC في الأردن، ووزارة الخارجية الهولندية.
انطلاقا من سعي جامعة اليرموك إلى تعزيز ومد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات التعليمية والبحثية على المستوى الإقليمي والدولي وتوسيع قاعدة الشركاء الفاعلين في مختلف المجالات الأكاديمية والبحثية، التقت مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ريم الخاروف وفدا من مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية ممثلا بكل من منسقتي المشاريع لينا الحاج وليليان حداد.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين المركز ومؤسسة فريدريش ناومان في مجال إجراء الدراسات والمشاريع البحثية خلال العام الحالي في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة في مجالات اللجوء والنزوح والهجرة القسرية.
وقالت الخاروف خلال اللقاء إن "اليرموك" ووفق فلسفتها فإنها تولي الجهد البحثي جل اهتمامها، وعليه يأتي حرصها على العمل بجد واجتهاد لتحقيق رؤيتها بما ينسجم مع الجهد الملكي وتوجه الدولة الأردنية في الاهتمام بقضايا اللجوء ورعاية اللاجئين على الأرض الأردنية، لحماية وصناعة المستقبل ضمن المصلحة الوطنية العليا.
وأكدت حرص المركز على توثيق صلات التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية الداعمة والناشطة في مختلف المجالات البحثية بما يسهم في دعم الجهود البحثية في إجراء الدراسات وتنفيذ المشاريع الهادفة إلى ترسيخ دور البحث العلمي، والمساهمة في الوصول إلى توصيات ونتائج وحلول مقترحة تساهم في مساندة مراكز صناعة القرار في اتخاذ القرارات المناسبة.
وأضافت الخاروف أن الشراكة ما بين المركز ومؤسسة فريدريش ناومان هي شراكة استراتيجية، تحديدا في مجال إجراء الدراسات آخرها تنفيذ دراستين علميتين حول المنظور الاقتصادي للاجئين وتحديد أسباب زيادة ضغط الهجرة السورية على الأردن.
من جانبهما أشادتا الحاج وحداد بالسمعة المميزة للجامعة، وما تمثله من صرح علمي له عراقته الاكاديمية والبحثية على مستوى الجامعات الأردنية والعربية والإقليمية، والدور الرئيسي لمركز دراسات اللاجئين في خدمة اللاجئين وقضاياهم، باعتبارها بيت خبرة يضم الكثير من الكفاءات البشرية
وأكدتا حرص المؤسسة على تعزيز الشراكة وتنفيذ المشاريع الهادفة التي تحقق أهداف المؤسسة من خلال إيجاد الشركاء الحقيقيين لدعم قضايا الاهتمام المشترك.
أصدر مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك العدد الثاني من نشرته الإخبارية الإلكترونية باللغة العربية، والتي جاءت للتعريف بأنشطة المركز وانجازاته خلال النصف الثاني من العام 2022.
وتضمن العدد مقالا افتتاحيا للوزير الأسبق وعضو مجلس إدارة المركز الدكتور ابراهيم بدران، تناول فيه مجموعة من الأفكار التي تتحدث عن فرص اللاجئين السوريين في التعليم بالأردن، ودور الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، ومنها الاردن، التي تستضيف 74% من اللاجئين على مستوى العالم، الأمر الذي يجعل كلفة استضافة اللاجئين عبئاً ثقيلاً على تلك الدول واقتصاداتها المتواضعة، حيث يتعاظم العبء حين تمتد الاستضافة إلى التعليم الذي تتصاعد كلفته عاما بعد عام، باعتباره حقا إنسانيا وركنا أساسيا من أركان الحياة المعاصرة.
وأضاف بدران في مقاله ان الأردن الذي يستضيف أكثر من 3 مليون لاجئ من 44 جنسية، يشكل اللاجئون السوريون ما يقرب من 50% سواء من كان مسجلا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أم غير مسجل. وإن ما يقرب من 41% من اللاجئين السوريين هم أطفال دون سن الثامنة عشرة.
وأشار إلى أن هناك ما يقرب من نصف مليون طفل هم بحاجة إلى التعليم، إضافة إلى المدارس المحدودة العدد والسعة والمستوى في مخيمات اللاجئين، فقد ضغطت وزارة التربية والتعليم صفوف مدارسها، فاستقبلت المدارس الأردنية 225 ألف طالب والتحق بالتعليم العالي (300) طالب، بينما خسر فرص التعليم أكثر من 85 ألف طفل، كما وتحملت منظومة التعليم الأساسي في الأردن أعباء كبيرة لإتاحة الفرصة للطلبة اللاجئين السوريين التعليم جنباً إلى جنب مع اقرانهم الأردنيين مما دفع وزارة التربية والتعليم إلى بناء 5000 غرفة صفية وتشغيل 200 مدرسة على نظام الفترتين للتعامل مع الأعداد المتزايدة في حين تتحمل الدولة الأردنية أعباء مالية تتجاوز 150 مليون دينار سنوياً.
وحول التعليم الجامعي، أكد بدارن أن أعداد الطلبة السوريين عموما تتجاوز7الآف طالب موزعين على الجامعات الأردنية الرسمية والأهلية، غير أن أعداد الطلبة اللاجئين من هؤلاء لا تتجاوز (300) طالبا، وهم في الجامعات الأردنية يحصلون على نفس الحقوق والواجبات المتاحة لأقرانهم الأردنيين، مبينا أن الإشكال الأكبر امام توسع الطلبة من اللاجئين السوريين في الالتحاق بالتعليم العالي، فيتمثل في امكانيات الحصول على منح دراسية تغطي تكاليف التعليم العالي في الجامعات، وقد تراجعت المنح المقدمة في السنوات الأخيرة إلى أعداد ضئيلة تماما، يضاف إلى ذلك أن فرص العمل المتاحة في الأردن محدودة بسبب النمو الاقتصادي المتواضع، وارتفاع نسبة البطالة بين الأردنيين، وصعوبة الحصول على إذن عمل بشكل مفتوح، حيث إن هناك تخصصات مغلقة للأردنيين فقط كالطب والهندسة.
وختم بدران مقاله بالتأكيد على أن مسؤولية التعليم لا يستطيع الأردن تحمل أعباءها كما أن التوسع في التعليم العالي للطلبة اللاجئين السوريين يتطلب المزيد من تضافر الجهود.
من جهتها قالت مديرة مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة ريم الخاروف في كلمتها إن المركز استطاع من خلال العمل المتواصل على مدار العام الماضي أن يضع بصمته على خريطة العالمية أسوة بالمراكز البحثية العالمية.
كما واستعرضت أبرز ما تم إنجازه، من تحليل لواقع المركز والغرض من وجوده، وصولا إلى خطة استراتيجية متوسطة المدى مضبوطة ومرتبطة بمؤشرات أداء قابلة للقياس، تنظم العمل بالتعاون مع الشركاء، وتنبثق منها الخطط السنوية لأقسام المركز وفقا لمهامها والأهداف المنوطة بها، ومن ثم كانت الانطلاقة الأولى من خلال خلوة ضمت جميع المعنيين من القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية المهتمة بقضايا اللجوء والهجرة فكانت ثمرتها تحديد الأولويات البحثية الوطنية لقضايا اللجوء والنزوح والهجرة القسرية.
وأضافت الخاروف أن العمل استمر وازدادت وتيرته ببناء علاقات جديدة مع شركاء وفقا لمصفوفة شركاء تقوم على المهنية وتسودها الثقة والحرفية، والعمل على رسم خرائط تساعد في فهم احتياجات اللاجئين بطريقة أفضل من خلال البحوث الإجرائية، واقتراح السناريوهات والبدائل من خلال أوراق السياسات للمساهمة في تلبية الاحتياجات وحل المشكلات، ووضعها على طاولة صانع القرار لترشيد قراره بما يخدم القضايا الإنسانية لهؤلاء اللاجئين.
وأكدت على حرص المركز بما ينسجم مع رسالة الجامعة في خدمة المجتمع المحلي في نقل المعرفة لطلبة الجامعة من اللاجئين والمستضعفين من أبناء المجتمع المحلي من خلال عقد عدد الورش التدريبية وفقا لاحتياجاتهم تتعلق باللغات والمهارات.
وختمت الخاروف بالتأكيد على الرؤية المستقبلية للمركز في التطلع بشغف وعمل جاد رصين موجه بالنتائج لمنافسة أوائل المراكز البحثية عالميا في مجال دراسات اللجوء والنزوح والهجرة القسرية، والقيام بدوره المنوط به كخزان فكري يضع أمام صانع القرار المعلومة الدقيقة المحدثة المعتمدة على نتائج البحوث والدراسات العلمية، لبناء صورة شمولية تساعده في اتخاذ القرار الرشيد بشأن هؤلاء اللاجئين، تضمن لهم الحياة الكريمة في المجتمعات المضيفة، وكذلك العودة الآمنة للراغبين بالعودة إلى بلدانهم.
كما وتضمن العدد ما انجزه المركز خلال النصف الثاني من العام الماضي، منها الشراكات مع العديد من الجهات الوطنية والدولية، وأبرز البحوث والدراسات وأوراق السياسات، والأنشطة المستقبلية التي يعمل المركز على تنفيذها خلال النصف الأول من هذا العام، والمشاريع التي يقوم المركز بتنفيذها، والتعريف بتجارب بعض أساتذة الجامعة من أعضاء الشبكة البحثية في المركز، بالإضافة الى إفراد مساحة خاصّة للطلبة المتطوعين للتعبير عن آرائهم وإبراز أنشطتهم وانجازاتهم.
ويمكن تصفح النسخة الإلكترونية من هذه النشرة الإخبارية من خلال هذا الرابط:
https://drive.google.com/file/d/1MFl8mnDkVnSw_il-Qkz2HXYLqPCcZYRF/view
في إطار بيان العمل الموقع ما بين جامعة اليرموك من خلال مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، وجامعة شيناندواه الأمريكية، بخصوص المشروع البحثي "صفر جوع"، أنهى المركز أعمال المسح الميداني لـلعينة البحثية التي ضمنت 400 أسرة، في كل من مخيم اربد ومنطقة صخرة في محافظة عجلون، بالتعاون مع لجنة خدمات مخيم إربد، وجمعية روابي عجلون لتنمية المرأة الريفية.
ويركز بيان العمل الموقع ما بين "اليرموك وشيناندواه الأمريكية" على الهدف الثاني لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمتمثل في القضاء التام على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة، وخصوصا لدى اللاجئين والمستضعفين.
وقالت مديرة المركز الدكتورة ريم الخاروف، إن هذا المشروع يأتي انطلاقا من الخطة الاستراتيجية للمركز، والمنبثقة من رسالة الجامعة في خدمة المجتمع المحلي، واهتمامها في قضايا اللجوء، مشيرة إلى أن الفريق البحثي ضم مجموعة من طلبة الجامعة، حيث تمت عملية اختيار هؤلاء الطلبة بعد أن قام المركز بنشر إعلان للراغبين منهم بالمشاركة في أعمال المسح، وعليه تم اختيارهم وفق معايير محددة، أهمها الخبرة السابقة، والتخصص، ومكان الإقامة، وإجادة اللغة الإنجليزية.
وأضافت أن هذا المشروع البحثي سيتم تنفيذه على عدة مراحل حتى عام 2024، وبناء على نتائج المسح الخاصة به، سيتم بناء قاعدة بيانات جغرافية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية تتضمن خرائط للمنطقتين مُبيّن عليها مواقع سكن الأُسر الفقيرة مرتبطة بمعلومات مسح تلك الأُسر، والعديد من المعلومات الجغرافية، بالإضافة إلى العمل على تحليلات مكانية متعددة، وأوراق بحثية، يرافقها جوانب تطبيقية لهذه الدراسة العلمية، ولقاءات مشتركة وزيارات تبادلية بين المركز والشركاء في هذا المشروع البحثي.
وأكدت الخاروف أنه سيتم استثمار نتائج المسح والتحليلات المكانية في البحث العلمي الذي سينتج عن المشروع، لافتة إلى أنه سيكون هنالك أيضا بحث مشترك حول موضوع "الصفر جوع" يقارن به نتائج دراسة الفقر والمشاريع المقدمة للمجتمع للتقليل من حدته ومن حدة الجوع في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا والأردن.