نظم مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، محاضرة لمجموعة من طلبة الدكتوراه في بعض الجامعات الأمريكية، تم خلالها استعراض تاريخ اللجوء بشكل عام، وموجات اللجوء التي استقبلتها الدولة الأردنية، وآليات التعامل مها، والخدمات المقدمة لهمنن |
نظم مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية، محاضرة لمجموعة من طلبة الدكتوراه في بعض الجامعات الأمريكية، تم خلالها استعراض تاريخ اللجوء بشكل عام، وموجات اللجوء التي استقبلتها الدولة الأردنية، وآليات التعامل مها، والخدمات المقدمة لهمنن |
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب الرئيس لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الدكتور سامر سمارة افتتاح فعاليات الجلسة الحوارية "مستقبل حقوق الإنسان في ظل الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان على فلسطين" التي نظمها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في الجامعة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة كل من الدكتور عبد الحكيم الحسبان من الآثار والأنثروبولوجيا في الجامعة، والدكتور صدام أبو عزام من جامعة جرش الأهلية، والأستاذ محمد البوريني رئيس لجنة خدمات مخيم الزرقاء - دائرة الشؤون الفلسطينية.
وأكد سمارة على أن اليرموك باعتبارها إحدى مؤسسات هذا الوطن تضطلع بدورها الهام في مناقشة مختلف القضايا الهامة على المستوى المحلي والعربي والدولي، حيث تعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المحورية والأساسية التي يتبناها الأردن ويعتبرها قضيته الأولى، مؤكدا على أن ما يدور في غزة وما يتعرض له أهلها من قتل وتدمير وانتهاكات يحتم علينا أن ندرسه ونقاشه مع أهل الاختصاص لمعرفة ما يعانيه أهل القطاع من انتهاكات لحقوق الإنسان على المستوى الدولي.
وفي بداية الجلسة ألقت مديرة المركز الدكتور ربى العكش كلمة أكدت فيها حرص مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في اليرموك على مواكبة القضايا والأحداث الآنية في الأردن والمنطقة، وتسليط الضوء عليها، وإثرائها بالبحث والنقاش العلمي، من خلال استضافة النخب المميزة، أصحاب الاختصاص والتجربة والخبرة، لافتة إلى أن انعقاد هذه الجلسة الحوارية جاء بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، تزامنا مع وقوع أكبر جريمة واعتداء على حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني، بمكان ليس ببعيد عنا على مختلف المستويات الإنسانية والوجدانية والمصير الواحد وهو ما يؤكد عليه دوما جلالة الملك عبدالله الثاني في جميع المحافل باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية بالنسبة للأردن.
وأشارت العكش أن احتفالية اليوم العالمي لحقوق الإنسان لهذا العام تحمل موضوع "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، وعلى الجانب الآخر وفي ظل العدوان الإسرائيلي على فلسطين ارتقى قرابة العشرون ألف شهيد، أغلبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأصيب أضعاف ذلك العدد، ونَزَحَ وشُرّد قرابة المليوني فلسطيني، إضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية وأساسيات العيش الكريم والخدمات الصحية، الأمر الذي يجعلنا نتساءل كما الكثيرون مع ما نشهده من انتهاك لجميع المواثيق والأعراف الدولية حول مستقبل حقوق الانسان، وآليات تطبيقها، وهل هي مقتصرة على فئة دون أخرى؟
وشددت على أن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، سواء أكانت مدنية، أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، فهي جميعاً حقوق متأصلة في كرامة كل كائن إنساني.
بدوره، أكد الحسبان أن السجل الموثق المرعب للكيان الصهيوني في انتهاكات حقوق الانسان الفلسطيني، هي نتاج طبيعي للدعائم والأسس المشوهة والمدانة منطقيا واخلاقيا وحقوقيا للتي قام عليها الكيان، فانتهاكات حقوق الانسان هي جزء من الدعائم المؤسسة له وليست مجرد انحرافات عرضية هنا أو هناك.
وأشار إلى أن منطق ولادة الكيان الصهيوني لا يتسق مع منطق نظريات نشوء الدولة، فمعظم النظريات تؤكد على ضرورة اختمار العوامل الداخلية، بمعنى أن مجموعة العوامل الاقتصادية والاجتماعية واللغوية والايكولوجية والايديولوجية تتشكل داخل سياق مكاني وتاريخي وزمني تفضي إلى تشكيل الدولة، لافتا إلى أن المفارقة تتمثل بأن عوامل انشاء الكيان اقتصاديا واجتماعيا وايديولوجيا لم تكتمل على أرض فلسطين بل اختمر المشروع وتشكلت الفكرة في سياق تاريخي ومكاني وزمني خارج أرض فلسطين وتحديدا في اوروبا الغربية.
ولفت الحسبان إلى أن الدولة الحديثة تقوم على مبدأ المواطنة، لكن الكيان الصهيوني يقوم على اساس رابطة الدين بمعنى التشارك في الرابطة الدينية وليس رابطة الاقليم كي يحصل الفرد على الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني هو العضو الوحيد في الأمم المتحدة الذي لم يودع خريطة لحدوده الدولية، لأنه يقوم على مبدأ حيث تصل الدبابات الصهيونية تصل حدود الكيان (من النيل الى الفرات).
وقال إن الاقتصاد الصهيوني يعمل باعتباره اقتصاديا استعماريا يتعامل مع الاقتصاديات المجاورة باعتبارها اقتصاديات تابعة، فقام بتشويه الاقتصاد الفلسطيني في الضفة وتحويله لاقتصاد زراعي تابع وغير منتج وموفر لليد العاملة وسوق للبضائع التي تصدرها مصانع الكيان، لأن إنشاء الكيان جاء لوظيفة وهدف استعماري يتعلق بإبقاء المنطقة في حالة تفتيت وضعف.
فيما تحدث أبو عزام عن "ازدواجية المعايير في القانون الدولي"، مؤكدا على أن ما تمر به غزة من انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي يعتبر اختبارا هاما وعميقا لمنظومة الأمم المتحدة، مبينا أنها الآن على المحك أمام هذه المآسي والمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، لافتا إلى أن مسألة ازدواجية المعايير واضحة للعيان ولا تحتاج إلى عناء كبير لملاحظتها، متسائلا لماذا هذا التخاذل ولماذا هذا السكوت العالمي ولماذا لا يتم تفعيل آليات تطبيق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان؟
وقال إن القانون الدولي لحقوق الإنسان هو قانون مرن، أي لا توجد سلطة دولية تملك سلطة إيقاع الجزاء الدولي، فالفعل المُجرم الذي يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان هو فعل مشخص لكن الجهة التي توقع الجزاء ما زالت موقع أخذ ورد، لافتا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية ما زالت عاجزة لأن تمثل سلطة قضائية دولية.
وأضاف أبو عزام أن الاختصاص الممنوح لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية يعتمد على صلاحيته التقديرية وعلى قرار مجلس الأمن، معتبرا أنه أحد الأمثلة الصريحة على ازدواجية المعايير حيث يمكن لمجلس الأمن وبموجب ميثاق روما أن يحيل وبشكل مباشر للمحكمة الجنائية الدولية أي قضية تتعلق بالقانون الدولي الإنساني سواء إبادة جماعية أو جريمة حرب من جهة، كما انه إذا وجد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بأن هناك جرائم ترتكب على أرض الواقع بإمكانه ان يمارس صلاحياته ويرسل طلبا إلى مجلس الامن بالإيعاز لبدء الإجراءات للملاحقة الجزائية لمرتكبي هذه الجرائم، إلا أن مدعي عام المحكمة الجنائية أفصح عن رأيه الصريح حول ما يدور في غزة بأنه لا يشكل جريمة حرب أو إبادة جماعية، كما ان مجلس الامن لا يمارس صلاحياته بإحالة هذا الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأشار إلى أن هناك أوهام كثيرة دارت في القرنين 20، 21 حول النظام العالمي الجديد فيما يخص احترام سيادة الدولة، والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان إلا أنه ومع ما يدور في غزة من احداث جعل الأمم المتحدة تصطدم بآليات قدرتها على بلورة هذا النظام العالمي الجديد.
فيما تحدث البوريني عن "القضية الفلسطينية وتطوراتها تاريخيا، والمواقف الأردنية تجاهها"، مشيرا إلى أننا نجتمع اليوم للتحدث حول الظروف والاحداث المختلفة والتي جعلت من فلسطين قضية شعب وأمة لا بل قضية كل الأحرار في العالم المؤمنين بحق الشعوب العيش بكرامة في أوطانهم طبقا للشرائع السماوية وكل قرارات الشرعية الدولية التي تكفل سيادة الدول وحق الشعوب التمسك والدفاع عن سيادة أوطانها ودولها ضمن حدود معترف بها فتحكم نفسها بنفسها وبالطريقة التي ترى بأنها تحقق لها التقدم والنماء والازدهار.
واستعرض البوريني تاريخ قضية الشعب الفلسطيني التي بدأت خيوطها تنسج بعد لقاءات ومحادثات مطولة بين الحكومة البريطانية وقيادات في الحركة الصهيونية حتى أصدر وزير خارجية بريطانيا آنذاك بلفور في 2/11/1917 وعد الحكومة البريطانية بتأييد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مرورا بمرحلة الانتداب البريطاني حيث بدأت ادارة الانتداب بتقديم كل الدعم للحركة الصهيونية لتنفيذ وعد بلفور وتحقيق مضمونه، ومن ثم حرب العام 1948 التي احتل بها الجيش الاسرائيلي بدعم مباشر من بريطانيا ودول الغرب معظم الاراضي الفلسطينية.
وأشار البوريني إلى أن إسرائيل وبدعم مباشر من حلفائها كانت ومازالت ترفض الالتزام بأي قرار دولي صدر بخصوص القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني على تراب وطنه لا بل واستمرت اسرائيل بالتخطيط لتحقيق هدفها البعيد بالتوسع والاستيطان وقضم اية اراضي فلسطينية وعربية لغايات تحقيق مخططها بإقامة "دولة إسرائيل" من الفرات إلى النيل.
وأشار إلى أنه وعلى مدى تاريخ القضية الفلسطينية كان للأردن والقيادة الهاشمية موقفا ثابتا لم يتبدل بالدفاع عن حق الفلسطينيين على تراب ارضهم، مشيدا بما يبذله جلالة الملك عبد الله الثاني من جهود كبيرة لتحقيق سلاما عادلا في المنطقة.
وفي ختام الندوة، دار نقاش موسع حول موضوعها وما تضمنته من محاور.
التقى نائب رئيس جامعة اليرموك لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الدكتور سامر سمارة وفدا ضم أعضاء من الجامعات المشاركة في مشروع REACH الذي يعنى بمعالجة صعوبات التعلم لدى الأطفال والأطفال ذوي الإعاقة من اللاجئين السوريين، وتنفذه الجامعة ممثلة بمركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية وجامعة سايمون فريزر الكندية وجامعة أتيراو الكازاخستانية.
وأكد سمارة أن اليرموك وانطلاقا من مسؤوليتها المجتمعية تجاه اللاجئين نفذت ومن خلال مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية العديد من الدراسات التي تعالج قضايا اللاجئين من مختلف الجوانب التعليمية والصحية والاجتماعية والتي شكلت مرجعا للباحثين وصانعي القرار في مجال شؤون اللاجئين، كما قامت الجامعة وبالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتوفير الفرصة للاجئين بالدراسة في مختلف التخصصات التي تطرحها اليرموك بتكلفة مخفضة وفقاً للنظام الموازي للطالب الأردني وذلك بهدف تسهيل وصول الطلبة اللاجئين إلى مرحلة التعليم العالي.
وأشاد بالتعاون الفاعل ما بين مركز اللاجئين وجامعة سايمون فريزر الكندية وجامعة أتيراو الكازاخستانية في تنفيذ مشروع Reach بمختلف مراحله والذي سيكون له أثرا إيجابيا في تطوير مهارات اللاجئين من الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم والأطفال من ذوي الإعاقة، مما يمكنهم من الانخراط في مجتمعاتهم والقيام بمهاهم بصورة أسهل وأسرع.
كما استعرض سمارة خلال اللقاء نشأة اليرموك ومراحل تطورها، والتخصصات التي تطرحها في المجالات الصحية والإنسانية والأدبية والعلمية، وتطلعاتها المستقبلية بالحصول على الاعتمادات الدولية لمختلف برامجها مما يؤكد سعيها الدؤوب نحو تحقيق التميز والريادة، مشيرا إلى ان الجامعة تمكنت خلال السنوات الأخير من الحصول على الاعتمادات الدولية لعدد من برامجها كالتخصصات الهندسية والإحصاء وتخصصات تكنولوجيا المعلومات.
بدورهم أشاد أعضاء الوفد بالدور الهام والمحوري الذي قام به مركز دراسات اللاجئين والنازحين في سبيل تنفيذ مراحل مشروع Reach للوصول إلى النتائج المرجوة منه لتطوير قدرات اللاجئين من الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وجعلهم قادرين على مواجهة التحديات التعليمية في مختلف المراحل.
وأكدوا حرص جامعاتهم على تطوير سبل التعاون مع جامعة اليرموك في مختلف المجالات نظرا لتميزها واثباتها جدارتها في المجال البحثي والأكاديمي.
وخلال زيارتهم للجامعة التقى أعضاء الوفد بكادر مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية ومديرة المرحلة الأولى للمشروع الدكتورة ريم الخاروف، حيث استمع الوفد إلى شرح مفصل من مديرة المركز الدكتورة ربى العكش عن المركز وعن دوره في تنفيذ المشروع، وحرصه على التعاون الدائم وتقديم خبراته مع الجامعات الشريكة في مشروع REACH للوصول إلى النتائج المرجوة منه.
بدأ مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك وبالتعاون مع شركة زين للإبداع، بتنفيذ سلسلة من التدريبات النوعية المتخصصة لمجموعة من الطلبة الأردنيين واللاجئين، ضمن فعاليات "المدرسة الشتوية".
وقالت مديرة المركز الدكتورة ربى العكش، أن تنفيذ هذه التدريب يأتي انطلاقا من رؤية الجامعة، وتنفيذا للهدف الاستراتيجي لخطة المركز، المتعلق بالتوعية وخدمة المجتمع المحلي، وزيادة معارف طلبتها في قضايا اللجوء، ورفع كفاياتهم الريادية.
وأضافت أن فكرة انعقاد المدرسة الشتوية، تأتي بهدف توجيه الطلبة إلى استثمار اوقاتهم في قضايا تزيد خبراتهم مما يساهم في تأهيلهم لسوق العمل.
وأشارت العكش إلى أن هذه التدريبات التي بدأت في الـ 30 من الشهر الماضي وتستمر لغاية 11 كانون أول القادم، بواقع يومين أسبوعيا، في المختبر التعليمي "اديو بوكس " في الحرم الجامعي والذي يمثل نتاج الشراكة ما بين جامعتي اليرموك وتوينتي الهولندية، وقاعة ZINC في عمادة شؤون الطلبة.
وتابعت: الهدف من هذه التدريبات هو إكساب الطلبة المهارات اللازمة التي تؤهلهم لسوق العمل والتوعية والتثقيف ببعض القضايا المجتمعية، وتوفير بيئة داعمة للإبداع محفزة للابتكار في مختلف المجالات.
ولفتت إلى أن مواضيع التدريب، تشمل مهارات كتابة السيرة الذاتية ومهارات التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي، وريادة الأعمال والاعداد لامتحان "IELTS” وإدارة النفايات الصلبة والتغير المناخي واللاجئين في دائرة الضوء وأساليب اساليب البحث العلمي.
يذكر أن هذه الدورات يقدمها مجموعة من المدربين المختصين في مجالاتها، وهم فارس الشمالي ونور عجلوني، من قسم الاستدامة والتواصل في شركة زين للاتصالات، والدكتور أيمن جرادات من قسم الهندسة المدنية في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، والدكتور صالح بزي رئيس قسم الدراسات والبحوث في المركز، والدكتورة ساره الزغول من قسم إدارة الأعمال في كلية الأعمال، ويستفيد منها اكثر من 350 طالب وطالبة في جامعة اليرموك.
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى الدكتور زياد زريقات مساعد رئيس الجامعة افتتاح وحدة معالجة صعوبات التعلم، وحفل استعراض إنجاز المراحل الثلاثة الأولى لمشروع "تصميم برامج تعويضية لصعوبات التعلم للطلبة السوريين"، الذي ينفذه مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وبنك التنمية الإسلامي، وصندوق تضامن الإسلامي، وجمعية التميز الإنساني، بحضور ممثل سفير دولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية الملحق الدبلوماسي بالسفارة عبدالله الخشاب.
وأكد زريقات أن جامعة اليرموك ومنذ نشأتها دأبت على الانخراط بكافة الانشطة والمشاريع التي من شأنها خدمة المجتمع الأردني والعربي انسجاما مع رؤيتها وخطتها الاستراتيجية الداعية الى تعزيز الشراكات البحثية وتوطيد العلاقات مع المؤسسات والهيئات والمراكز البحثية في المنطقة والاقليم والعالم.
وقال: نحن في جامعة اليرموك ومن خلال مختلف وحدات الجامعة ومراكزها العلمية وما تقوم به من مشاريع بحثية تسعى بالدرجة الأولى إلى النهوض بالمجتمع وتحسين الخدمات المقدمة إلى أبنائه، وانسجاما مع رؤيتنا للانفتاح على العالم نؤمن بضرورة إيلاء تطوير المنظومة التعليمية على المستوى المحلي والعربي منذ المراحل الأساسية الأولى أولوية قصوى، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم نتيجة للأزمات وموجات اللجوء التي أثرت بشكل ملحوظ على نوعية التعليم الأساسي وعلى جودة الخدمات المقدمة لأبنائنا الطلبة.
وتابع زريقات: إنه ومن هذا المنطلق سعت جامعة اليرموك الى احتضان هذا المشروع الإنساني الكبير الذي بدأت نتائجه الايجابية بالتحقق على أرض الواقع بدءا من عملية التشخيص لصعوبات التعلم للطلبة السوريين في المراحل الأساسية، مرورا ببناء الأدوات اللازمة لمعالجتها، وبناء قدرات المعلمين والمعلمات لتطبيق كافة الاستراتيجيات للتخفيف من صعوبات التعلم لدى الطلبة السوريين في مدارس وزارة التربية والتعليم سواء داخل مخيمات اللجوء السوري او خارجها وصولا الى انشاء وحدة صعوبات التعلم في مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك، وانشاء غرفة المعالجة النفسية والاجتماعية كوحدتين مركزيتين في الجامعة، مؤكدا حرص اليرموك نؤكد استدامة عمل هاتين الوحدتين لدعم أبنائنا الطلبة من ذوي الصعوبات والتحديات الاكاديمية والنمائية والنفسية والاجتماعية.
المهندس بدر صميط مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ألقى كلمة قال فيها إن أحد أبرز المشاريع التعليمية النوعية في السنوات الأخيرة، هو "مشروع تصميم برامج علاجية لصعوبات التعلم لدى اللاجئين والنازحين السوريين"، الذي شارك في تصميمه وتنفيذه 38 فريقًا أكاديمياً وفنيًّا، تضم 164 أكاديميًا وخبيرًا من منتسبي الجامعات الكويتية والأردنية والمصرية واللبنانية، عملوا على وضع حلول مستدامة لنحو 15 ألف طالبٍ وطالبة، وأكثرُ من 2000 معلمٍ ومعلمة، وبخطى حثيثة مضت فرق العمل في صياغة هذا المشروع، وبدأت في وضع أسسه وقواعده في منتصف عام 2021، ورسمت له مخططًا منهجيًا لإنجاز جميع مراحله في مدة ثلاث سنوات، تنتهي في منتصف العام المقبل.
وأضاف أن المشروع يسعى إلى معالجة الفاقد التعليمي الناتج عن ظروف اللجوء والنزوح أو الأزمات الطارئة، عبر بناء برامج تعويضية وإنتاج مواد تعليمية ومناهج دراسية لمعالجة مشكلات الطلبة، والحد من ظاهرة التسرب المدرسي، وتأهيل المعلمين، ودعم المؤسسات التعليمية في حالات الطوارئ، مضيفا أن المشروع هو الأول من نوعه الذي يرتكز على خريطة تفصيلية واضحة المنهجية لتشخيص صعوبات التعلم وعلاجها بجميع الموضوعات الدراسية في أوساط تجمعات المهجّرين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا وغيرها.
مدير المشروع الدكتور شاكر العدوان استعرض مراحل عمل تنفيذ المشروع الثلاث الأولى، موضحا أن المرحلة الاولى للمشروع "التشخيص" بدأ العمل بها من خلال اجراء مسح مكتبي شامل تضمن مراجعة أكثر من 100 دراسة علمية لتشخيص صعوبات التعلم نظريا، وتطبيق اختبارات تشخيصية للطلبة شملت اكثر من 1000 طالب في 20 مدرسة داخل مخيمات اللاجئين السوريين في المفرق والازرق ومدارس قصبة اربد، واجراء 100 مقابلة مع المعلمين والمعلمات للتعرف على صعوبات التعلم التي تواجه الطلبة السوريين في الصفوف الستة الأولى، انتهاء بتوزيع 500 استبانة على المعلمين والمعلمات لمعرفة صعوبات التعلم للطلبة السوريين في الصفوف الستة الأولى.
كما تم خلال المرحلة الثانية "البناء والتأليف" حصر كافة صعوبات التعلم التي تواجه الطلبة السوريين في مناهج اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات والاجتماعيات، جنبا إلى جنب بحصر الصعوبات النفسية والاجتماعية التي تواجه الطلبة السوريين، وبناء عليها تم تأليف ادلة معالجة صعوبات التعلم، وتحكيمها بمشاركة أساتذة كلية التربية بجامعة اليرموك من ذوي الخبرة والاختصاص والمهنية العالية لتقديم تغذية راجعة لرفع جودة الأدلة، وفي نهاية المرحلة تم عرض هذه الأدلة على المعلمين والمعلمات لتقديم ملاحظاتهم للتعرف على مدى استيعابها من قبلهم.
وبين العدوان أن المرحلة الثالثة "التدريب" تضمنت تشكيل فريق من المدربين والميسرين والمنسقين من قادة فرق المشروع وأعضاء الفرق لتقديم خدمات التدريب، حيث تم تدريب 300 معلم ومعلمة يعملون في مدارس مخيمات اللاجئين السوريين ومدارس الفترة المسائية للسوريين، مؤكدا حرص القائمين على المشروع على استمراريته واستدامته ليحقق الأهداف المرجوة منه.
المدير الفني للمشروع الدكتور علي الجمل بين أن هذا المشروع يعتبر مشروع تربوي عربي، يتصدى لمشكلة تعليمية تواجه وزارات التربية والتعليم بصفة عامة وتعليم اللاجئين بصفة خاصة (الضعف التعليمي، الفاقد التعليمي، التسرب، المشكلات النفسية والاجتماعية).
وبين الجمل أن الوضع الحالي لتعليم اللاجئين في دول "لبنان، الأردن، تركيا (الداخل السوري)" قائم على منهجية علمية غير مستخدمة كثيرا في مشروعات تعليم اللاجئين وتمثلت في استخدام أدوات علمية بتنفيذ 33 اختيار، و14 استبيان، ومقياس دعم نفسي واجتماعي، واستبيان تأمل ذاتي، بالإضافة إلى تحليل 1200 دراسة إقليمية ودولية لصعوبات التعلم بالمواد الدراسية المختلفة، وتطبيق الأدوات العلمية على 1085 معلماً، و11540 طالباً، حيث كانت النتائج أن %75 في الدول الثلاث يعانون من صعوبات تعلم في المواد الدراسية.
مندوب البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أشرف خدام ألقى كلمة أكد فيها على أنه وانطلاقاً من رؤية البنكِ في تمكين الشعوب من أجل مستقبل مستدام، ودفع عجلة التنمية لتحسين حياتهم وإحداثِ الأثر، شاركَ البنك في دعم وتمويل الكثير من المشاريع التعليمية لسد تلك الثغرات وتعزيز التميز العلمي في صورة برامج للتعليم والتدريب والمهارات، حيث قدم البنك دعماً لأكثر من 13000 طالب بتمويل بلغ 133.7 مليون دولار أمريكي، مما كان له الأثر في تخريج ما يقارب من %90 منهم وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية والانخراط في مؤسساتهم المحلية.
وبين خدام أنه وفي العام 2018 أطلق البنك الإسلامي للتنمية برنامجا بقيمة 16 مليون دولار أمريكي لدعم تعليم وتدريب اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة بالتعاون مع العديد من الشركاء، حيث قام البنك وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية وبالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية وجمعية التميز الإنساني بدولة الكويت بتنفيذ مشروع بناء برامج تعويضيةً لمعالجة صعوبات التعلم لدى مناهج اللاجئين السوريين ب "لبنان والأردن والشمال السوري".
من جانبه ألقى مندوب صندوق التضامن الإسلامي للتنمية محمد الجوابرة كلمة قال فيها أن صندوق التضامن يعتبر ذراع محاربة الفقر لدى البنك الإسلامي للتنمية، وهو صندوق وقفي مستدام الأثر يعمل على أساس استثمار المساهمات المقدمة لرأس ماله من الدول الأعضاء والبنك الإسلامي للتنمية في أدوات استثمار متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بهدف تحقيق عوائد يتم استخدامها في دعم برامج ومشاريع محاربة الفقر المختلفة في مختلف القطاعات.
ولفت أن صندوق التضامن الإسلامي للتنمية يرى أن الفقر، كظاهرة متعددة الابعاد، والتي لا تقتصر على الجانب المالي لمستوى دخل الفرد اليومي، وانما تتعداه الى قدرة الفرد في الوصول الى خدمات الصحة الأساسية، والتعليم الأساسي، بالإضافة الى توفر مياه صالحة للشرب، وشبكات صرف صحي تقي الافراد العديد من الأمراض والاوبئة، الى جانب القدرة على الاندماج في أنشطة مدرة للدخل من خلال برامج ومشاريع التمكين الاقتصادي المختلفة.
وأشار إلى أن الصندوق يركز في نشاطه على دعم برامج ومشاريع بناء راس المال البشري من خلال تطوير القدرات للأفراد والمؤسسات بواسطة برامج التعليم والتدريب والصحة، الى جانب برامج التمكين الاقتصادي وخلق فرص العمل وتقوية البنى التحتية للمجتمعات ودعم أنظمة الصمود والمنعة لديها، مبينا أن التعليم يعد أحد الوسائل الفعالة في بناء رأس المال البشري للتخفيف من حدة الفقر، لذلك عمل صندوق التضامن على دعم عدة برامج ومشاريع في قطاع التعليم، حيث تمثل مشاريع التعليم ما نسبته 20% من اجمال موافقات الصندوق منذ التأسيس.
عضو جمعية التميز الإنساني حامد الرفاعي ألقى كلمة استعرض فيها نشأة الجمعية وإيمانها العميق بأن العمل الخيري يعد رافدا أساسيا من روافد المجتمع يجب إرساء قيمه لدى أفراد المجتمع وتأهيليهم للقيام برسالتهم في إعمار الأرض وغرس وتنمية حب العمل التطوعي والإنساني.
واستعرض الرفاعي المشاريع التي تنفذها الجمعية في هذا المجال، لافتا إلى أن هذا المشروع يعكس دور الجمعية في إغاثة الإنسان وخاصة فئة الأطفال، وانطلاقا من أهمية العلم واعتباره الأساس في بناء الأمم وتطورها، معربا عن شكره لجميع الجهات المشاركة في هذا المشروع من داعمين ومنفذين.
وعقب فعاليات حفل، افتتح زريقات "وحدة معالجة صعوبات التعلم" في مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك.
وكان رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد قد أكد خلال لقائه في مكتبه ممثلي الجهات الداعمة والشريكة في تنفيذ المشروع على أن جامعة اليرموك من الجامعات الرائدة على مستوى المنطقة في إجراء الدراسات والمشاريع الدولية التي تُعنى بقضايا اللاجئين، وتوفير الخدمات التعليمية للطلبة، حيث أن اليرموك أول جامعة أردنية وقعت مذكرة تفاهم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تهدف إلى تسهيل وصول الطلبة اللاجئين إلى التعليم العالي، بحيث يتم معاملة الطلبة اللاجئين المقبولين في الجامعة والمسجلين رسميا في المفوضية معاملة الطالب الأردني من حيث الرسوم.
وأضاف ان هذا المشروع يأتي ضمن مساهمة جامعة اليرموك ودورها في تطوير المنظومة التعليمية، وتسهيل الخدمات التعليمية المقدمة للاجئين والأردنيين على حد سواء، لاسيما وأن قطاع التعليم، يعد بمثابة حجر الأساس لتصويب واقع المهارات والاحتياجات من الموارد البشرية، لافتا إلى ان اهمية هذا المشروع تُبرز الدور الذي اعتادت جامعة اليرموك على أدائه لخدمة مجتمع محافظة اربد ووطننا الأردن بشكل عام، وترجمة الرؤى الملكية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في النهوض بالأردن وتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي والارتقاء بنوعية الحياة لجميع المواطنين الأردنيين واللاجئين القاطنين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية وتأهيلهم وتمكينهم من تجاوز التحديات والصعوبات التي مروا بها نتيجة الأزمات السياسية في بلادهم، ودعمهم ليكونوا أفراد فاعلين في المجتمعات المستضيفة لهم.
نظم مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في جامعة اليرموك و بالشراكة مع جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا / مكتب الأردن، وعلى مدار اسبوعين فعاليات النادي الصيفي، في المختبر التعليمي "اديو بوكس " الذي يمثل نتاج شراكة بين جامعتي اليرموك و توينتي الهولندية.
وتهدف فعاليات هذا النادي الصيفي إلى مساعدة الطلبة الأردنيين واللاجئين في إنشاء مشاريعهم الابداعية المتميزة من خلال توفير المساحة اللازمة والانترنت والأجهزة اللوحية الذكية وتوفير بيئة داعمة للإبداع محفزة للابتكار في مختلف المجالات.
كما وتهدف هذه الفعاليات إلى إكساب الطلبة المهارات والخبرات اللازمة بهدف تطوير قدراتهم في مجالات الذكاء الاصطناعي ومهارات المحادثة في اللغة الإنجليزية ومهارات التواصل وكتابة السيرة الذاتية والأشغال اليدوية وتعزيز الوعي البيئي نحو مستقبل مستدام ومهارات استخدام برامج المايكروسوفت.
وتولى التدريب في هذا النادي الصيفي مديرة المركز الدكتورة ريم الخاروف، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة الكنديين المتطوعين في المركز بالتنسيق مع جمعية الخدمة الجامعية العالمية في كندا /مكتب الأردن، وهم كل من الدكتور حسين الزغير والدكتور عمار الشلبي و فؤاد برازي.
وأعرب الزغير عن شكره لجامعة اليرموك على إتاحة الفرصة، للمساهمة في إعداد مشروع تدريبي يهم طلبة الجامعة من مختلف الجنسيات، والمشاركة في تنفيذ ورش تدريبية في مختلف المجالات، والتي تتوائم مع رغبات الطلبة وتوجهاتهم.
في ذات السياق، قالت الخاروف إنه وانطلاقا من رؤية الجامعة، وتنفيذا للهدف الاستراتيجي لخطة المركز والمتعلق بالتوعية وخدمة المجتمع المحلي، وحرصا على زيادة معارف الطلبة في قضايا اللجوء "أردنيين ولاجئين"، ورفع كفاياتهم الريادية، جاءت فكرة انعقاد النادي الصيفي الأول، الذي يسعى إلى توجيه الطلبة الى استثمار اوقاتهم في قضايا تزيد خبراتهم مما يساهم في تأهيلهم لسوق العمل.